阿拉伯语学习网
人民网:为战争“埋单”的不只是战败者(阿语
日期:2011-12-30 17:12  点击:214

为战争“埋单”的不只是战败者

تعليق: لن يكون المنهزم هو الخاسر الوحيد في حال الحرب على سوريا

صحيفة الشعب اليومية – الصادرة يوم 30 نوفمبر عام 2011 – الصفحة رقم 03

تتزايد إحتمالات إستخدام الولايات المتحدة وحلف الناتو "للنموذج الليبي" للتدخل في سوريا يوما بعد الآخر. وقد هددت واشنطن وبارريس علنا بإستخدام القوة، بل أوردت بعض التقارير أن حاملة طائرات أمريكية قد أبحرت نحو سوريا.

إلى ما ستؤول الأمور؟ هذا سؤال لايتعلق فقط بمصيرالسلطة السورية الحاكمة وإستقرار الوضع في المنطقة ومكانة العالم العربي، بل هو أيضا على صلة كبيرة بالمصالح العامة للمجتمع الدولي. فإذا تواصلت الحرب تلو الأخرى، فحتما سوف تنفجر مشكلة كبيرة في هذا العالم، و إن الأمم المتحدة لا تأمل في نشوب حرب ثالثة بعد حربي العقد الأول من القرن 21 والعشرين، اللذين عادا بالوبال على البشرية وزادا من تعقيد العلاقات الدولية.

و لو أجَلنا النظر في التقارير الصادرة إبان حربي أفغانستان والعراق، فمن غير الصعب إكتشاف أن الضغوط الديبلوماسية و الإنسانية التي تعرضت لها الولايات المتحدة وحلفائها في الناتو أثناء تدخلهم في ليبيا قد كانت محدودة نسبيا. في المقابل لطالما كان الغرب أصما تجاه الأصوات المشككة في شرعية الحروب. والسؤال الذي يطرح هو لماذا لم تخرج مظاهرات واسعة في أنحاء العالم لمعارضة الحروب؟ هل لأن تهور القذافي قد إستثار غضب الشعوب؟ أم لأن الأزمات الإقتصادية الخانقة قد حوّلت أنظار الشعوب عن الحروب؟ أم لأن الدماء التي سالت ولازالت في العراق وأفغانستان قد خدرت مشاعرالشعوب؟ كم سيلزم البشرية من الوقت لتر جليا الأسباب التي أضعفت كلفة محركوا الحروب.
 
الولايات المتحدة وفرنسا وشركائهم مازالوا تحت تأثير أجواء الحرب الليبية "رافعين مطارقهم، ويرون أن كل شخص بمثابة مسمار يمكن دقه"، هذا المثل الغربي هو أفضل تعبير عن نفسية بعض المتلهفين للتدخل العسكري في سوريا.

غير أن عملية دق المسامير ليس من المؤكد أن تكون هيّنة، إذ أن الناتو عندما شن حربه في ليبيا كان يظن أنها أيام معدودات، بيّد أن الحرب أخذت مايزيد عن 8 شهور، ما أدى إلى نشوب بعض الخلافات داخل جسد الناتو. وفي الأخير أضطر الناتو إلى أن يصف نصره في حرب ليبيا "بالنجاح الكارثي."

يرى كثير من العرب في سوريا "قلب القومية العربية النابض"، زد على ذلك موقعها الجيوسياسي الحسّاس نظرا لجيرتها مع إسرائيل، والعداوة القائمة بينهما بسبب هضبة الجولان وغيرها من المشاكل. وإذا ما تم محاصرة سوريا في ركن مسدود فإنها من الممكن أن تلجأ إلى مواجهة مع إسرائيل، وقد يقلب ذلك الوضع في الشرق الأوسط رأسا على عقب. وقد صرح مسؤولون سوريون في وقت سابق بأن سوريا ستهاجم إسرائيل إذا تعرضت إلى تدخل غربي، وهذا قد يزيد من إحتمال نشوب حرب عربية إسرائلية.

وسوريا تعد الحليف العربي الأكبر لإيران، ضربها يعني تمهيد الطريق إلى لضرب إيران، لذلك فإنه من غير الممكن إستبعاد إمكانية تدخل إيران إذا ما هوجمت سوريا. وبذلك فإن فتح جبهة سورية وإيرانية في نفس الوقت سيطرح تحديا كبيرا على الولايات المتحدة.

إن البيئة السياسية في الشرق الأوسط في غاية التعقيد، وهي بمثابة رمال متحركة قد لا تشعر بخطورتها إلا عندما تغرق فيها. وقد أثبت التاريخ أن منطقة الشرق الأوسط ليست فقط منطقة قادرة على إستنفاذ قوة الدول الكبرى، بل هي أيضا منطقة من السهل أن تثير إضطرابات دولية.

الحرب والسلم أمران يتعلقان بكيفية ومستقبل عيش البشرية، وإذا لم يكن للسلم موضع قدم في هذا العالم، فإن هذا الأخير سيتحول إلى بؤر حروب ونزاع، حينئذ لن يكون المنهزم في الحرب، هو الخاسر الوحيد، ولن تكون صدمة النظام العالمي خفيفة.

ما زالت الأزمة السورية إلى حد الآن تعالج في إطار جامعة الدول العربية. وإن ضمان عدم التدخل العسكري في سوريا، هو في صالح سوريا والدول العربية والمجتمع الدولي.

 


分享到:

顶部
12/12 22:43
首页 刷新 顶部