الأونروا تأسف لإضراب موظفيها لآثاره السلبية على مجتمع الفلسطينيين
أعلنت المكاتب الإقليمية لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، اونروا، عن اعتصام لمدة ساعة تضامنا مع مكتب غزة. وقد أعربت الوكالة عن أسفها الشديد لاستمرار الاضرابات التي ينفذها اتحاد الموظفين العاملين لديها، لما له من آثار سلبية عميقة على كافة المستويات، وزيادة الاضرار النفسية والاجتماعية لمجتمع اللاجئين الفلسطينيين. التفاصيل مع علا ياسين مراسلتنا في قطاع غزة.
فيما يسود تذمر شديد أوساط اللاجئين الفلسطينيين، في قطاع غزة بسبب عدم توصل الاونروا واتحاد العاملين بها إلى حل ينهي الخلاف القائم، يبدو أن الاوضاع مرشحة لمزيد من التصعيد الذي قد يطال مجمل الخدمات التي تقدمها الاونروا، حيث أعلنت كافة المكاتب الاقليمية في مناطق عمليات الاونروا الخمس، اليوم الخميس السادس من اكتوبر تشرين الأول الجاري، عن اعتصام تضامني لمدة ساعة، في حين يشهد المكتب الاقليمي بمدينة غزة اضرابا شاملا عن العمل لهذا اليوم.
وفي حديث مع اذاعة الامم المتحدة، اعرب عدنان أبو حسنة، المستشار الاعلامي للاونروا، عن أسف المنظمة الدولية لمنع مائتين وعشرين ألف طالب من الوصول إلى مدارسهم يوم أمس الاربعاء، فيما يتواصل الاحتجاج اليوم ليطال كافة مكاتب عمليات الاونروا في المناطق الخمس، الامر الذي من شأنه أن يؤثر على كافة الخدمات التي تقدمها الاونروا حسب قوله.
واضاف قائلا:
“نأمل ان لا يتصعد هذا الاضراب ليشمل العديد من الخدمات، سيكون له نتائج كارثية في حال توقف الخدمات، الاونروا في غزة لا غنى على الاطلاق للناس عن خدماتها، اذا استمرت الاوضاع تسير في هذا المنحى سيكون هناك تاثيرات كبرى على مجمل حياة اللاجئين الفلسطينيين.”
واكد أبو حسنة أنهم بالوكالة يعملون جاهدين من اجل انهاء الازمة، عبر استخدام اليآت وقوانين الاونروا الداخلية التي تحكم عمل كافة العاملين لديها في مناطق عملياتها الخمس، معربا عن أمله في أن ينتهي الاضراب وان تعود المسيرة التعليمية كما كانت لما في ذلك خدمة لقضية اللاجئين الفلسطينيين.
وكان سبعة آلاف معلم ومعلمة قد احتشدوا امس الاربعاء في المقر الرئيس للاونروا، في الوقت الذي عم فيه الاضراب الشامل كافة المؤسسات التعليمية. وقد سلم المضربون رسالة خطية إلى مكتب المفوض العام للاونروا فيليبوا غراندي، يطالبونه فيها بالتدخل لانهاء الازمة والتراجع عن قرار ايقاف رئيس اتحاد العاملين سهيل الهندي لمدة ثلاثة أشهر وعودته إلى عمله بصورة فورية. وحول هذه الرسالة قال ابو حسنة.
”نقلنا هذه الرسالة للمفوض العام، موقف الاونروا واضح بأن حل هذه القضية داخليا عبر استخدام النظام القضائي الداخلي في الاونروا، هذه القوانين تحكم الأونروا وعامليها من المفوض العام وحتى اصغر موظف موجود في المنظمة الدولية”.
اللاجئون الفلسطينيون أعربوا عن خشيتهم من تصاعد موجة الاضرابات والاحتجاجات لتشمل العديد من الخدمات الاساسية، مؤكدين أن لا غنى لهم عن الاونروا وخدماتها في الوقت الذي يستمر فيه حصار قطاع غزة اضافة إلى التدهور في مستوى المعيشة.
ورفض المواطن احمد السيد بشكل قطاع الاضرابات التي ينفذها اتحاد العاملين بالاونروا، مؤكدا ان الخلافات بين الاونروا وموظفيها يجب ان تحل داخليا دون الاضرار بمصالح الطلاب الفلسطينين.
”اطفال غزة نفسهم لا ينقصهم اضرابات ما هم فيه يكفيهم، في الوقت الذي كل اطفال العالم يذهبون للمدارس ابنائنا يحرموا منها، الامور الخاصة بالادارة لا يجب ان تنعكس على طلابنا وابنائنا، هذه امور يجب ان يحلوها بأنفسهم دون أن تنعكس على أطفالنا لأن ذلك يدمرهم ويرجعهم إلى الوراء”.
أما المواطنة اميرة محمود فقد عبرت عن خشيتها من امتداد الاضرابات لتشمل قطاعات اخرى غير التعليم، ما سيؤدي حسب اعتقادها إلى التأثير بصورة سلبية على مستوى حياة اللاجئين في قطاع غزة. وأكدت ان عدم ذهاب اطفالها الستة الى مدارسهم يشكل عبئا نفسيا واقتصاديا واجتماعيا يساهم في زيادة الضغوط الكبيرة على كاهل عائلتها الفقيرة.
من جانبها تقول المواطنة ياسمين إنها تجد صعوبة بالغة في اقناع طفلها بسبب عدم ذهابه إلى المدرسة:
“انا ضد ان لا يذهب الى المدرسة، يسألني ابني لماذا انا لست ذاهب للمدرسة فأجيبه بسبب الاضراب وبالتالي لا يعي ماذا تعني كلمة اضراب، ما اعرف اوضح له سبب الاضراب، هو لن يفهم المشاكل الادارية التي تتعلق بالمدير او بالمدرس او بأي جانب اخر، هو طفل لا يفهم سوى ان يحمل حقيبته ويذهب الى المدرسة، بالنهاية سيسألني عن سبب الاضراب وانا لن اعرف ان اجيبه”.
وكانت حكومة غزة قد ألمحت إلى أنها لن تسمح بتصاعد حركة الاحتجاجات الشعبية والاضرابات، داعية الاونروا إلى الاستجابة لمطالب موظفيها.
جدير بالذكر أن اضراب الأمس واعتصام اليوم يدخل ضمن سلسلة التصعيد بين الاونروا واتحاد الموظفين العاملين لديها، والتي بدأت قبل نحو أسبوعين في اعقاب قيام المنظمة الدولية بإيقاف أحد العاملين بها لمدة ثلاثة أشهر لممارسته نشاطات خارجية دون الحصول على تصريح مسبق.
علا ياسين – اذاعة الأمم المتحدة – قطاع غزة